فصل: السؤال الثاني: المطلوب من الله تعالى هو أن يجعل البلد آمنًا كثير الخصب، وهذا مما يتعلق بمنافع الدنيا فكيف يليق بالرسول المعظم طلبها؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.أسئلة وأجوبة:

.سؤال: لم أسقط حرف النداء {يا} في قوله: {رب}؟

الجواب: أسقط أداة البعد إنباء بقربه كما هو حال أهل الصفوة. اهـ.

.سؤالان:

.السؤال الأول: أليس أن الحجاج حارب ابن الزبير وخرب الكعبة وقصد أهلها بكل سوء وتم له ذلك؟

الجواب: لم يكن مقصوده تخريب الكعبة لذاتها، بل كان مقصوده شيئًا آخر.

.السؤال الثاني: المطلوب من الله تعالى هو أن يجعل البلد آمنًا كثير الخصب، وهذا مما يتعلق بمنافع الدنيا فكيف يليق بالرسول المعظم طلبها؟

والجواب عنه من وجوه:
أحدها: أن الدنيا إذا طلبت ليتقوى بها على الدين، كان ذلك من أعظم أركان الدين، فإذا كان البلد آمنًا وحصل فيه الخصب تفرغ أهله لطاعة الله تعالى، وإذا كان البلد على ضد ذلك كانوا على ضد ذلك.
وثانيها: أنه تعالى جعله مثابة للناس والناس إنما يمكنهم الذهاب إليه إذا كانت الطرق آمنة والأقوات هناك رخيصة.
وثالثها: لا يبعد أن يكون الأمن والخصب مما يدعو الإنسان إلى الذهاب إلى تلك البلدة، فحينئذ يشاهد المشاعر المعظمة والمواقف المكرمة فيكون الأمن والخصب سبب اتصاله في تلك الطاعة. اهـ.

.سؤال: لم عدل هنا عن بيان المشار إليه؟

وقد عدل هنا عن بيان المشار إليه اكتفاء عنه بما هو الواقع عند الدعاء، فإن إبراهيم دعا دعوته وهو في الموضع الذي بنى فيه الكعبة لأن الغرض ليس تفصيل حالة الدعاء إنما هو بيان استجابة دعائه وفضيلة محل الدعوة وجعل مكة بلدًا آمنًا ورزق أهله من الثمرات، وتلك عادة القرآن في الإعراض عما لا تعلق به بالمقصود ألا ترى أنه لما جعل البلد مفعولًا ثانيًا استغنى عن بيان اسم الإشارة، وفي سورة إبراهيم (35) لما جعل {آمنًا} مفعولًا ثانيًا بين اسم الإشارة بلفظ البلد، فحصل من الآيتين أن إبراهيم دعا لبلد بأن يكون آمنًا. اهـ.

.سؤال: لم دعا إبراهيم عليه السلام للبلد بالأمن؟

إنما دعا إبراهيم له بالأمن لأنه بلد ليس فيه زرع ولا ثمر فإذا لم يكن آمنًا، لم يجلب إليه شيء من النواحي فيتعذر المقام به. فأجاب الله تعالى دعاء إبراهيم وجعله بلدًا آمنًا، فما قصده جبار إلا قصمه الله تعالى كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم من الجبابرة. اهـ.

.سؤال: فإن قيل: ما الفائدة في قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {رَبِّ اجعل هذا بلد آمِنًا}، وقد أخبر الله تعالى قبل ذلك بقوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125]؟

فالجواب: من وجوه:
أحدها: أن الله تعالى لما أخبره بأنه جعل البيت مثابة للناس وأمنًا، ووقع في خاطره أنه إنما جعل البيت وحده آمنًا، فطلب إبراهيم عليه- الصلاة والسلام- أن يكون الأمن بجميع البلد.
وثانيها: أن يكون قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ} بعد قوله إبراهيم عليه- الصلاة والسلام- {رَبِّ اجعل هذا بَلَدًا آمِنًا} فيكون إجابة لدعائه، وعلى هذا فيكون مقدمًا في التلاوة مؤخرًا في الحكم.
وثالثها: أن يكون المراد من الأَمْنِ المذكور في قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125] هو الأمن من الأعداء والخيف والخَسْف والمَسْخ، والمراد من الأمن في دعاء إبراهيم هو الأمن من القَحْط، ولهذا قال: {وارزق أَهْلَهُ مِنَ الثمرات}. اهـ.

.سؤال: فإن قلت: قد غزا مكة الحجاج وخرب الكعبة؟

قلت: لم يكن قصده بذلك مكة ولا أهلها ولا إخراب الكعبة، وإنما كان قصده خلع ابن الزبير من الخلافة ولم يتمكن من ذلك إلا بذلك فلما حصل قصده أعاد بناء الكعبة فبناها وشيدها وعظم حرمتها وأحسن إلى أهلها. اهـ.

.سؤال: المطلوب من الله تعالى هو أن يجعل البلد آمنًا كثير الخصب، وهذا مما يتعلق بمنافع الدنيا فكيف يليق بالرسول المعظم طلبها؟

والجواب عنه من وجوه:
أحدها: أن الدنيا إذا طلبت ليتقوى بها على الدين، كان ذلك من أعظم أركان الدين، فإذا كان البلد آمنًا وحصل فيه الخصب تفرغ أهله لطاعة الله تعالى، وإذا كان البلد على ضد ذلك كانوا على ضد ذلك.
وثانيها: أنه تعالى جعله مثابة للناس والناس إنما يمكنهم الذهاب إليه إذا كانت الطرق آمنة والأقوات هناك رخيصة.
وثالثها: لا يبعد أن يكون الأمن والخصب مما يدعو الإنسان إلى الذهاب إلى تلك البلدة، فحينئذ يشاهد المشاعر المعظمة والمواقف المكرمة فيكون الأمن والخصب سبب اتصاله في تلك الطاعة. اهـ.

.سؤال: ما المراد بقوله بلدا آمنا؟

الجواب:
أي اجعل هذا البلد أو هذا المكان {بَلَدًا آمِنًا} ذا أمن، كقوله: {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [الحاقة: 21]. أو آمنا من فيه، كقوله: ليل نائم. اهـ.

.سؤال: متى حرمت مكة؟

الجواب كما ذكره ابن عطية:
واختلف في تحريم مكة متى كان؟ فقالت فرقة: جعلها الله حرامًا يوم خلق السماوات والأرض، وقالت فرقة: حرمها إبراهيم.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والأول قاله النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته ثاني يوم الفتح، والثاني قاله أيضًا النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح عنه: «اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة، ما بين لابتيها حرام».
ولا تعارض بين الحديثين، لأن الأول إخبار بسابق علم الله فيها وقضائه، وكون الحرمة مدة آدم وأوقات عمارة القطر بإيمان، والثاني إخبار بتجديد إبراهيم لحرمتها وإظهاره ذلك بعد الدثور، وكل مقال من هذين الإخبارين حسن في مقامه، عظم الحرمة ثاني يوم الفتح على المؤمنين بإسناد التحريم إلى الله تعالى، وذكر إبراهيم عند تحريمه المدينة مثالًا لنفسه، ولا محالة أن تحريم المدينة هو أيضًا من قبل الله تعالى من نافذ قضائه وسابق علمه. اهـ.
وقد جمع بين القولين الخازن رحمه الله- فقال:
ووجه الجمع بين القولين وهو الصواب أن الله تعالى حرم مكة يوم خلقها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض» ولكن لم يظهر ذلك التحريم على لسان أحد من أنبيائه ورسله، وإنما كان تعالى يمنعها ممن أرادها بسوء، ويدفع عنها وعن أهلها الآفات والعقوبات فلم يزل ذلك من أمرها حتى بوأها الله تعالى إبراهيم وأسكن بها أهله فحينئذ سأل إبراهيم ربه عز وجل أن يظهر التحريم مكة لعباده على لسانه فأجاب الله تعالى دعوته، وألزم عباده تحريم مكة فصارت مكة حرامًا بدعوة إبراهيم، وفرض على الخلق تحريمها والامتناع من استحلالها واستحلال صيدها وشجرها فهذا وجه الجمع بين القولين وهو الصواب، والله أعلم. اهـ.

.سؤال:

قوله: {رب اجعل هذا بلدا آمنا} [126] وفي إبراهيم {هذا البلد آمنا} [35] لأن {هذا} هنا إشارة إلى المذكور في قوله: {بواد غير ذي زرع} 37 قبل بناء الكعبة وفي إبراهيم إشارة إلى البلد بعد الكعبة فيكون {بلدا} في هذه السورة المفعول الثاني و{آمنا} صفته {وهذا البلد} في إبراهيم المفعول الأول و{آمنا} المفعول الثاني.
وقيل لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة وقيل تقديره في البقرة البلدا بلدا آمنا فحذف اكتفاء بالإشارة فتكون الآيتان سواء. اهـ.
وأجاب صاحب ملاك التأويل عن هذا السؤال بما نصه:
قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدًا آمنا} وفى سورة إبراهيم: {رب اجعل هذا البلد آمنا}، فنكر في سورة البقرة وعرف في سورة إبراهيم بأداة العهد فيسأل عن ذلك. ووجهه والله أعلم أن اسم الإشارة الذي هو {هذا} في سورة البقرة لم يقصد تبعيته اكتفاء بالواقع قبله من قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}، وقوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود} الآية وتعريف البيت حاصل منه تعريف البلد لاسيما بما تقدم من قول إبراهيم عند نزوله بولده بحرم الله ودعائه أولا بقوله: {ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم} الآية، فتعرف البيت تعريف للبلد فورد اسم الإشارة غير مفتقر إلى التابع المبين جنسه كالجارى في أسماء الإشارة اكتفاء بما تقدمه مما يحصل منه مقصود البيان، فانتصب بلدا مفعولا ثانيا وآمنا نعتا له واسم الإشارة مفعولا أول غير محتاج إلى تابع لقيام ما تقدم مقامه ولو تعرف لفظ بلد بالألف واللام وجرى على اسم الإشارة لم يكن ليحرز بيانا زائدا على ما تحصل مما تقدم بل كان يكون كالتكرار. فورد الكلام على ما هو أحرز للإيجاز وأبلغ في المقصود مع حصول ما كانت التبعية تعطيه فجاء على ما يجب.
وأما سورة ابراهيم فلم يتقدم فيها ما يقوم لاسم الإشارة مقام التابع النعرف بجنس ما يشار إليه فلم يكن بد من إجراء البلد عليه تابعا له بالألف واللام على المعهود الجارى في أسماء الإشارة من تعيين جنس المشار إليه باسم جامد في الغالب عطف بيان على قول الخليل. أو نعتا على الظاهر من كلام سيبويه، وانتصب اسم الإشارة المتبع على أنه مفعول أول و{آمنا} على أنه مفعول ثان ولم يكن عكس الوارد ليحسن ولا ليناسب وقيل في الوارد في سورة البقرة أنه أشار اليه قبل استقراره {بلدا} فأراد اجعل هذا الموضع أو هذا المكان بلدا آمنا واكتفى عن ذكر الموضع بالإشارة إليه واسم الإشارة على هذا مفعول أول و{بلدا} مفعول ثان و{آمنا} نعت له، وأشار إليه في سورة ابراهيم بعد استقراره {بلدا} فجرى البلد على اسم الإشارة نعتا له وآمنا مفعول ثان قاله صاحب كتاب الدرة وهو عندى بعيد إذ ليس بمفهوم من لفظ الآى وهو بعد ممكن والله أعلم. اهـ.
وقد ذكر ابن جزى ثلاثة أجوبة عن هذا السؤال هى:
بثلاثة أجوبة الجواب الأول قاله أستاذنا الشيخ أبو جعفر بن الزبير وهو أنه تقدم في البقرة ذكر البيت في قوله القواعد من البيت وذكر البيت يقتضي بالملازمة ذكر البلد الذي هو فيه فلم يحتج إلى تعريف بخلاف آية إبراهيم فإنها لم يتقدم قبلها ما يقتضي ذكر البلد ولا المعرفة به فذكره بلام التعريف.
الجواب الثاني قاله السهبلي وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة حين نزلت آية إبراهيم لأنها مكية فلذلك قال فيه البلد بلام التعريف التي للحضور كقولك هذا الرجل وهو حاضر بخلاف آية البقرة فإنها مدنية ولم تكن مكة حاضرة حين نزولها فلم يعرفها بلام الحضور وفي هذا نظر لأن ذلك الكلام حكاية عن إبراهيم عليه السلام فلا فرق بين نزوله بمكة أو المدينة.
الجواب الثالث قاله بعض المشارقة أنه قال: {هذا بلدا آمنا} قبل أن يكون بلدا فكأنه قال: اجعل هذا الموضع بلدا آمنا وقال هذا البلد بعد ما صار بلدا وهذا يقتضي أن إبراهيم دعا بهذا الدعاء مرتين والظاهر أنه مرة واحدة حكى لفظه فيها على وجهين. اهـ.
وقيل لابن عرفة: إنه دعا بصيرورته بلدا آمنا، فظاهره أنه لم يكن حينئذ بلدا فدعا هنا بصيرورته بلدا ثم بعد حصوله بلدا دعا بما في سورة إبراهيم؟ فقال: إنك تقول: رب اجعل هذا رجلا صالحا، فلم تدع بحصول الرجولية له بل بكونه صالحا.
قيل له قد ذكروا في الجواب عن معارضة الآيتين أنه لم يكن حينئذ بلدا فدعا هنا بصيرورته ثم بعد حصوله بلدا دعا بما في سورة إبراهيم؟ فقال: الظاهر أنه كان في موطنين فقال أولا: {رَبِّ اجعل هذا بَلَدًا ءَامِنًا} ثم أعاد الدعاء في إبراهيم إما لأنه استجيب له وطلب دوام الأمن، أو تأخرت الإجابة وأعاد الدعاء تأكيدا، وإن كان ذلك منه في موطن واحد فيشكُل فهم الآيتين لأنه إن كان نطق به معرّفا فلِمَ حكى منكّرا، وإن قاله منكّرا فلِمَ حكي معرّفا؟ ومنهم من أجاب بانه على حذف الصفة أي اجعل هذا البلد آمنا، وخص بعض ذريته بالدعاء دون بعض إما لأنه علم أن فيهم الظالمين أو لأن الله أوحى إليه بذلك أو لأن هذا اسلام أخص فخصص البعض به دون البعض. اهـ.

.سؤال: لم قال: {من الثمرات}، ولم يقل: من الحبوب؟

وقال: {من الثمرات}، ولم يقل: من الحبوب، لما في تعاطيها من الذل المنافي للأمن. اهـ.

.سؤال: ما نوع {أل} في كلمة {الثمرات}؟

والتعريف في الثمرات تعريف الاستغراق وهو استغراق عُرفي أي من جميع الثمرات المعروفة للناس ودليل كونه تعريف الاستغراق مجيء مِن التي للتبعيض، وفي هذا دعاء لهم بالرفاهية حتى لا تطمح نفوسهم للارتحال عنه. اهـ.

.سؤال: لم اشترط إبراهيم عليه السلام في دعائه فقال: {مِنَ الثمرات مَنْ ءامَنَ مِنْهُم بالله}؟

واشترط إبراهيم في دعائه فقال: {مِنَ الثمرات مَنْ ءامَنَ مِنْهُم بالله}. وإنما اشترط هذا الشرط، لأنه قد سأل ربه الإمامة لذريته، فلم يستجب له في الظالمين، فخشي إبراهيم أن يكون أمر الرزق هكذا، فسأل الرزق للمؤمنين خاصة، فأخبره الله تعالى: أنه يرزق الكافر والمؤمن، وأن أمر الرزق ليس كأمر الإمامة. قالوا: لأن الأمامة فضل، والرزق عدل، فالله تعالى يعطي بفضله من يشاء من عباده من كان أهلًا لذلك، وعدله لجميع الناس لأنهم عباده، وإن كانوا كفارًا. فذلك قوله تعالى: {قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا}. اهـ.
وأجاب الفخر عن هذا التخصيص {من آمن بالله واليوم الآخر} بقوله:
وسبب هذا التخصيص النص والقياس، أما النص فقوله تعالى: {فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الكافرين} [المائدة: 68] وأما القياس فمن وجهين:
الوجه الأول: أنه لما سأل الله تعالى أن يجعل الإمامة في ذريته، قال الله تعالى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} [البقرة: 124] فصار ذلك تأديبًا في المسألة، فلما ميز الله تعالى المؤمنين عن الكافرين في باب الإمامة، لا جرم خصص المؤمنين بهذا الدعاء دون الكافرين ثم أن الله تعالى أعلمه بقوله: {فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا} الفرق بين النبوة ورزق الدنيا، لأن منصب النبوة والإمامة لا يليق بالفاسقين، لأنه لابد في الإمامة والنبوة من قوة العزم والصبر على ضروب المحنة حتى يؤدي عن الله أمره ونهيه ولا تأخذه في الدين لومة لائم وسطوة جبار، أما الرزق فلا يقبح إيصاله إلى المطيع والكافر والصادق والمنافق، فمن آمن فالجنة مسكنه ومثواه، ومن كفر فالنار مستقره ومأواه.
الوجه الثاني: يحتمل أن إبراهيم عليه السلام قوي في ظنه أنه إن دعا للكل كثر في البلد الكفار فيكون في غلبتهم وكثرتهم مفسدة ومضرة من ذهاب الناس إلى الحج، فخص المؤمنين بالدعاء لهذا السبب. اهـ.